فراولة مشرفه
عدد الرسائل : 217 العمر : 32 العمل/الترفيه : طالبة تاريخ التسجيل : 20/08/2008
| موضوع: الابتســامة في حيــــاة رسول الله(علية الصلاة والسلام).. الثلاثاء ديسمبر 02, 2008 8:34 pm | |
| االابتسامة في حياة رسولنا الكريم - صلى الله عليه وسلم....
لا يخفى على أحدٍ ما للابتسامة من تأثير بالغ ومفعول ساحرٍ على الآخرين ، فقد فطر الله الخلق على محبة صاحب الوجه المشرق ، الذي يلقى من حوله بابتسامة تذهب عن النفوس هموم الحياة ومتاعبها ، وتشيع أجواء من الطمأنينة ، وتلك من الخصال المتفق على استحسانها وامتداح صاحبها . وقد كانت البسمة إحدى صفات نبينا محمد – صلى الله عليه وسلم – التي تحلّى بها ، حتى لم تعد الابتسامة تفارق محيّاه ، حتى صارت عنواناً له وعلامةً عليه ، يُدرك ذلك كل من صاحبه وخالطه
* يقول عبد الله بن الحارث بن حزم رضي الله عنه : ما رأيت أحدا أكثر تبسّما من رسول الله - صلى الله عليه وسلم - رواه الترمذي
* وقال جرير بن عبد الله البجلي رضي الله عنه : ما حجبني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - منذ أسلمت ولا رآني إلا ضحك متفق عليه ، وبذلك استطاع كسب مودّة من حوله ليتقبّلوا الحق الذي جاء به . وباستقراء كتب السنة نجد أن أكثر أحوال النبي – صلى الله عليه وسلم – هي الابتسامة ، وفي بعض الأحيان كان يزيد على ذلك فيضحك باعتدال دون إكثارٍ منه أو علوّ في الصوت ، وهذه هي سنة الأنبياء كما قال الإمام الزجّاج : التبسّم أكثر ضحك الأنبياء عليهم الصلاة والسلام .
*ومما يؤكد ما سبق قول عائشة رضي الله عنها : ما رأيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ضاحكا حتى أرى منه لهواته - وهي اللحمة الموجودة في أعلى الحنجرة - إنما كان يتبسم متفق عليه ، وقول علي بن أبي طالب رضي الله عنه في وصفه: وكان جُلّ – أي معظم - ضحكه التبسّم ، يفترّ عن مِثل حبّ الغمام – يعني بذلك بياض أسنانه - ، وعلى ضوئه يمكن فهم قول جابر بن سمرة رضي الله عنه : كان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - طويل الصمت قليل الضحك .
*ويقول الإمام ابن حجر تعليقاً على ذلك : والذي يظهر من مجموع الأحاديث أنه - صلى الله عليه وسلم - كان لا يزيد في معظم أحواله عن التبسّم ، وربما زاد على ذلك فضحك ؛ والمكروه في ذلك إنما هو الإكثار من الضحك أو الإفراط ؛ لأنه يُذهب الوقار .
- وكتب السير مليئة بالمواقف التي ذُكرت فيها طلاقة وجه النبي – صلى الله عليه وسلم - ، فتراه يخاطب من حوله فيبتسم ، أو يُفتي الناس فيضحك ، أو تمرّ به الأحداث المختلفة فيُقابلها بإشراقة نفسٍ وبشاشة روح .
* فمن ذلك ما رواه الإمام البخاري و مسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب يوم جمعة ، فقام الناس فصاحوا وقالوا : يا رسول الله قحط المطر ، واحمرّت الشجر ، وهلكت البهائم ، فادع الله أن يسقينا ، فقال : " اللهم اسقنا " مرتين ، فنشأت سحابة وأمطرت ، ونزل النبي - صلى الله عليه وسلم - عن المنبر فصلى ، فلما انصرف لم تزل تمطر إلى الجمعة التي تليها ، فلما قام النبي - صلى الله عليه وسلم - يخطب صاحوا إليه : تهدمت البيوت ، وانقطعت السبل ، فادع الله يحبسها عنا ، فتبسّم النبي - صلى الله عليه وسلم - ثم قال : " اللهم حوالينا ولا علينا "، فما يشير بيده إلى ناحية من السحاب إلا انفرجت ، فجعلت تمطر حول المدينة ولا تمطر بالمدينة معجزةً لنبيه - صلى الله عليه وسلم - وإجابةً لدعوته .
* وكذلك ما رواه الإمام أحمد أن صهيب بن سنان رضي الله عنه قدم على النبي - صلى الله عليه وسلم - وبين يديه تمر وخبز ، فقال له : "ادن فكل " ، فأخذ يأكل من التمر ، فقال له النبي - صلى الله عليه وسلم - : " إن بعينك رمدا " ، فقال : يا رسول الله ، إنما آكل من الناحية الأخرى ، فتبسم النبي صلى الله عليه وسلم .
* وعن زيد بن أرقم رضي الله عنه قال : وقع عليّ من الهمّ ما لم يقع على أحد ، فبينما أنا أسير مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - في سفرٍ قد خفقت برأسي من الهمّ ، إذ أتاني رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فعرك أذني وضحك في وجهي ، فما كان يسرني أن لي بها الخلد في الدنيا رواه الترمذي . وعن أبي هريرة قال : جاء رجل إلى رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال : يا رسول الله ، رأيت في المنام كأن رأسي قُطع ، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم – وقال : " إذا لعب الشيطان بأحدكم في منامه فلا يحدث به الناس "، رواه مسلم .
* وتُشير بعض الأحاديث أن النبي – صلى الله عليه وسلم – تبسّم عندما جاءت إليه امرأة رفاعة القرظي وقالت : إني كنت عند رفاعة فطلّقني فبتّ طلاقي ، فتزوجتُ عبد الرحمن بن الزبير ، فقال لها : " أتريدين أن ترجعي إلى رفاعة ؟ ، لا ، حتى تذوقي عسيلته ويذوق عسيلتك "متفق عليه . * وعن عائشة رضي الله عنها قالت : أصبحت أنا وحفصة صائمتين ، فأهدي لنا طعام فأكلنا منه ، ودخل علينا النبي - صلى الله عليه وسلم - فابتدرتني حفصة فقالت : يا رسول الله ، أصبحنا صائمتين ، فأهدي لنا طعام فأكلنا منه ، فتبسّم النبي - صلى الله عليه وسلم - وقال :"صوما يوما مكانه"رواه البيهقي .
* ومن هذا الباب أيضاً حديث أبي هريرة رضي الله عنه : بينما نحن جلوس عند النبي - صلى الله عليه وسلم - إذ جاءه رجل فقال : يا رسول الله هلكتُ ، فقال له : " ما لك ؟" ، قال : وقعت على امرأتي وأنا صائم ، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - :" هل تجد رقبة تعتقها ؟"، قال : لا ، قال : " فهل تستطيع أن تصوم شهرين متتابعين ؟" ، قال : لا ، فقال : " فهل تجد إطعام ستين مسكينا ؟"، قال : لا ، فمكث النبي - صلى الله عليه وسلم – حتى أُتي بتمر فقال : " أين السائل ؟" ، فقال : أنا ، قال : " خذ هذا فتصدق به " ، فقال الرجل : أعلى أفقر مني يا رسول الله ؟ فوالله ما بين لابتيها – أي المدينة - أهل بيت أفقر من أهل بيتي ، فضحك النبي - صلى الله عليه وسلم - حتى بدت أنيابه ، ثم قال : "أطعمه أهلك "متفق عليه .
*** وأخيرا : فالابتسامة هي أسرع وسيلة للوصول إلى قلوب الخلق وتوصيل الحق ، وحسبنا وصية رسول الله – صلى الله عليه وسلم – لأمته : "تبسّمك في وجه أخيك صدقة "رواه ابن حبّان .
هذا رسولنا الكريم .. حق و قوة .. قرآن و سنة .. وإبتسامة دائمةمالم يقع الناس في حدود الله عز و جل | |
|